وانقشع الغمام
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــــديات الادبية :: **** منتدى القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
وانقشع الغمام
وانقشع
الغمام
امتدت يده أليها فشعرت برعدة تسري في جسمها وقالت في تودد يدك بردانه....رد
وهو يرى الأثر الذي تركته هذه الحركة علي محياها ..ربما جسمك هو الذي حرارته
مرتفعه وليس يدي بردانه هكذا قال.. حملقت
فيه بذهول مستغربة لم يأبه بنظراتها وحاول
رفع الكلفة بينهما فمد يده وجعلها تتخلل شعرها ولفت نظره لونه الذهبي واستغرب انه لم يلاحظ ذلك في الماضي انه لم
يفكر في يوم من الايام في لون شعرها ما الذي يجعله الان يتأمله ويستغرب لونه
ولماذا يشغل نفسه بهذه التفا هات الصغيرة ...وفجأة توقفت يده عن اللعب بخصلات
الشعر وراحت اسنانه تصطك ...ناولته غطاء صوفي قائلة ألم اقل لك انك بردان ...رد في
كبرياء لا ولكن هذه نوبة بسيطة وستمضي ..سألها في نبرة فيها شئ من الريبة والاتهام
وخرجت الكلمات كأنين من بين شفتيه ..من هو والد ابني .!!!!
انتفضت كالملسوعة وجحظت عيناها طغت علي وجهها ملامح الخوف والرعب
ممزوجة بالاستغراب وهمهمة ...ما...ما...
ماذا ...تقول !!! أجننت؟؟؟ ثم ساد الصمت قطعه بعد فترة بالحاح... لم تجيبي....كانت
ماتزال تبحث داخل صندوق أفكارها عن إسرار قديمه اختلطت ولكن لم يستطع الزمن محوها من الذاكرة حاولت التخلص من الموقف الصعب الذي فرض عليها
والذي لم تكن تتوقع ان تجد نفسها فيه يوما ما ....متي ستعود لوطنك ...الم تقل انك
تشتاق اليه ...قال وقد لاحظ انها تحاول الهروب من الاجابه عن سؤاله في مراوغة ذكيه
وطني يعيش داخلي احمله اينما ذهبت في هذا الكون ولن اعود الا بعد معرفة الاجابه عن
سؤالي وانجلاء الحقيقة وإيضاح ما تخفين عني فانا اشعر بالم كلما نظرت الي هذا
الطفل ما ذنبه ان ياتي الي الحياة و هو لايعرف.......قاطعته وقد نفذ صبرها الم نتفق عند لقاؤنا ان ندفن احداث الماضي وان
لاننبش فيها وان نبتدي طريق جديدة دون اكتراث للامس ....تابع حديثه دون ادنى
اهتمام لكلامها وهو يتصبب عرقا انا اشعر بالذنب اشعر انني طُعنت في رجولتي وخذلت
في كبريائي احس بحقارة الاخرين لي ...صمت فجأة كأن شئ ألجم لسانه نظرت اليه لم
يحرك ساكنا فقد تجمدت كل ملامحه وتحجرت عيناه في محجريهما للحظات كدهر احست بها
وهي تنتظر استمراره في الحديث وكما توقف فجأة اشتعلت نيران الغضب وبان ذلك بوضوح
علي قسمات وجهه وبريق عينيه وقطب ما بين حاجبيه ونزلت اليد التي كانت تتحسس الشعر
الي رقبتها وجحظت عيناها وهي تشعر باليد تضغط عليها أحست ان أنفاسها اخذت تتسارع
في البداية ثم تغير الاحساس الي شعور بالاختناق احست ان الهواء لم يعد يصل لرئتيها فندت عنها صرخة قوية
أيقظت الطفل النائم وصرخ من الفزع و الخوف رفع يده عن رقبتها دون ان ينبس احدهما
بكلمه تركها لم تصدق ما حدث مدت يدها تتحسس أماكن أصابعه والآثار التي تركتها في
رقبتها كانت في حالة ذهول ....ورعب .... وخوف شلتها عن الحركة وأفقدتها أي ردت فعل
تجاه ما حصل.
ابتعد عنها في هدو مرددا انه ليس ابني ....ليس ابني....كانت لم تفق
بعد من هول ألصدمه ولكنها استعادت شئ من رباطة جأشها واستعدت كنمرة تريد الدفاع عن
نفسها فقد أحست بالظلم والاهانه كانت تتوقع الاسواء بعد الذي حصل منه لكنه ابتعد
واتجه الي الخزانه واخذ يجمع ملابسه واثناء ذلك وقع نظره علي ظرف صغير تناوله كانت
به مجموعة من الاوراق حاول قراتها ولكن النور كان خافت خرج الي الصاله اضاء النور
وتهالك علي اقرب اريكه ثم اخذ يقراء الأوراق الواحدة تلو الأخرى وكلما فرغ من قراة
واحدة ازدادت دقات قلبه تسارعا لغرابة ما احتوت عليه تلك الاوراق من معلومات واسرار لم يكن يعرفها وما ان وصل الي الورقة
الاخيرة حتي كادت انفاسه تتوقف وكانه كان في سباق مارثوني فقد احس بالاجهاد نعم لم
يكن يعرف هذه المعلومات التي احتوت عليها الاوراق اسرار غريبة تكتنف محيط حياته مع
هذه المرأة ولايعلم بها اكتشف انها عاقر لاتنجب اطفال يا للهول ....فقد كان من بين
الاوراق تقرير طبي يفيد بانه اجريت لها عملية استئصال الرحم ...ايعقل هذا ...واحتوت
احد الاوراق علي تاريخ ومكان ميلادها واتضح انها تنتمي لنفس بلده ولمنطقته بالذات
!! عجيب! هذا !! وقد تركت الوطن مرغمة كما
تركه اخرون مثلها هروبا من ظلم الظالمين وحكم ابناء الذوات وتحكم الصعاليك من الرعاع وجور العدو الذي لايرحم ولا يرعى
للانسانية أي قيمة فٌرض عليها الفرار كما فرض علي الاخرين وفقدت طعم الحب والعيش
مع اسرة وحلاوة الروابط الاجتماعيه وما يكتنفها من عادات جميلة وحرمت من حق انساني
اعطاه الله لها وسلبه العباد منها ....يا
للهول... ما هذا العالم ...الذ نعيش فيه هكذا تواردت الكلمات علي عقله وهو يقلب
الاوراق..
اما الورقة الثالثة فقد احتوت علي الاسم الحقيقي للطفل واسم والداه
اللذان ماتا في حادث سير كما جاء بالأسطر الأخيرة منها
وضمت الورقة الرابعة بين سطورها شهادة من دار الرعاية الاجتماعيه تفيد
بتبني الطفل من قبلها وتعهدها برعايته والسهر عليه مساهمة منها في تحمل جزء من مأساة
الوطن برعاية طفل ينتمي اليه يحتاج الي من يقف بجانبه في ظعفه ومن يدفع عنه جبروت
الايام وغائلة الزمن حتي يقوى عوده فقد يكون الوطن في حاجة اليه ذات يوم وقد يتحقق
علي يديه ما عجز الاخرون عن تحقيقه !!!!...
لقد اتضح له جليا ان ما يخفى عليه هو أولائك الأطفال من ابناء الوطن
من فئات الايتام واللقطاء الذين تجمعهم مايسمى بدور الر عاية الاجتماعيه فهم في
نظر المجتمع سواسية لافرق بينهم في التمييز الا بسجلات المواليد او الانتماء لرجل معين معلوم ومجهول تختلف في
حرفان هما عج ولو اضفت اليهم البقية لكانت عجول هو الإنسان لاذنب لأحد منهم فيما يحصل وما يقال وما يدور من
أحاديث الحرام والحلال والدين والعرف والاخلاق والاباحيه والسفاح والشرعي هم غير
مسؤلين عنها لأنها ليست من إعمالهم ولكنها
جريرة الآخرين يتحملونها وهم في المهود فأي ظلم هذا ...أي بشر هؤلاء الذين يعيشون فوق هذه الكرة ....يحًملون اخطاؤهم
لأجنتهم وهم في الأرحام
ما ذنب الأيتام أذا كان القدر قد اختار لهم ذلك وحرمهم من حضن الام
ودف صدرها ومن عطف الآباء وما ذنب اللقطاء
الذين كانوا ثمرة شهوة محرمة في لحظات ضعف أنساني او نزوات طارئة مرت بأمهاتهم أو
أبائهم فكانوا سبب مجيهم لهذا الكون .....مالي ارى الانسان تحول الي حيوان اكثر من
الحيوان لم يبقي من الانسانية سوا اللسان
اخذت الافكار تطارده وهجمت علي عقله دون هواده وبطريقة احس معها انه
لم يعد يستطيع التركيز فحاول التخلص من واقع ارهقه والهروب بذهنه الي عالم ولو كان
من الخيال فقد مل الحقيقه واحس بالحمل الكبير الملقي علي عاتق البشرية وهو فرد من
مليارات يجب ان يتحمل نصيبه ....ولكنه احس في نفس الوقت براحة نفسية لمعرفت
الحقيقة التي تخصه لانه اكتشف انه كان علي قاب قوسين او ادني من ارتكاب جريمة بشعة
قد يندم عليها ويرافقه الندم الي ما بعد عتبة القبر وتؤرقه بقية ايامه ...اخذ
النعاس يتسلل الي عينيه في الوقت الذي كان فكره مازال في اوج نشاطه واخذ يغيب شئا
فشئا عن الواقع في رحلة الهجوع بعد العناء الذي اصابه خلال اليوم ..وهو بين الحلم
واليقظة احس بيد تربت علي كتفه فتح عينيه في تثاقل وجدها تقف امامه وهي تضع يدها
علي كتفه وباليد الاخري تحاول مسح دمعة كانت تريد السقوط نظر في عينيها واطال
النظر فقد كان يرى فيهما بريق حب صادق ومن خلالهما كان يرى الوطن ومن عطرها اشتم
عطر جدته وامه وعلي محيا وجهها كان يرتسم الوطن بتضاريسه من جبال ووديان من قفار وأدغال
من صحارى وعمار من روابي وتلال شاهد الوطن من خلالها وشاهد بريق الشوق في عينيها فاحس بصغره امامها
وشعر بالخجل من تصرفاته معها تحرك داخله احساس بانه ظلمها كانت لحظات كدهر مرت
وكسر الجمود... ظمها الي صدره بقوة ..اراد ان يحتوى من خلال جسمها الوطن باكمله
اراد ان يذيبها في جزئات جسمه سقطت المكابرة وانقشع الغمام وانجلت الحقيقة لقد
ارادت ان تكون للوطن كما كانت له ولكنه بانانيته ظلمها ارادت ان تسعده بان تبنت طفل
بدون علمه ارادت ان يكون اب لهذا الطفل الذي لاذنب له فاثناء غيابه خطرة الفكرة
ونفذتها وعند عودته وجد الطفل كانت تريد منه ان يعطي هذا الطفل حنان الاب الحقيقي
حتي لايشعر انه يتيم او لقيط ارادت ان تختبر الجانب الانساني فيه ولكنه فشل في الاختبار
فقد تغلبت عنجهية الرجولة والفحوله والانانيه عن الجانب الانساني فمن الصعب جدا ان
تحرك هذا الجانب في الرجال وهم يشعرون بدوس كرامتهم والطعن في شرف رجولتهم
وكبرياؤهم فهذه اشياء اقدس من كل شئ اخر في الكون عند الرجال .
أحس وهو يقف إمامها بعظمتها انها الوطن بكل ما حوى وهو المواطن الضعيف
فهل ينسلخ الإنسان عن وطنه الذي فيه المولد وفيه الممات حتي لو شعر بالظلم فيه
وردد بلا وعي وكنه كان يرد علي سؤال لا....لا....لا....لايمكن ان يحدث... هذا مستحيل
.
كان الطفل قد استيقظ من النوم وتسلل الي جانبهم وهو يقف ينظر إليهما
ولم يلحظا ذلك الا بعد ان نطق هو بجملته الأخيرة فاذا الطفل يتكلم فجأة
بابا....بابا....بابا...احتضنه وأحس بحب جارف تجاهه وشعر انه قطعة منه لانه ابن
الوطن ففي الغربة تزداد روابط الوطنية كثيرا ويلتصق غرباء الوطن ببعضهم وتزداد
روابط الحنين قوة مستمدة قوتها من نسائم الوطن ....!!!
ابتسمت وهي تنظر اليه بينما كانت دمعة تسقط علي خدها... مد يده وقال
لادموع بعد اليوم ...... لادموع بعد
اليوم.....
...قلت في نفسي لايوجد مخلوق في الكون بلا وطن وكل مخلوق يقدس وطنه
ولكن هل كل المخلوقات تحن لوطنها كما يحن الانسان
ومازلت انتظر الاجابه ؟؟؟؟؟؟.....!!!!! وقد يطول الانتظار
قلمـ وتجارب الايام وميراث السنين 19/11/2009
الغمام
امتدت يده أليها فشعرت برعدة تسري في جسمها وقالت في تودد يدك بردانه....رد
وهو يرى الأثر الذي تركته هذه الحركة علي محياها ..ربما جسمك هو الذي حرارته
مرتفعه وليس يدي بردانه هكذا قال.. حملقت
فيه بذهول مستغربة لم يأبه بنظراتها وحاول
رفع الكلفة بينهما فمد يده وجعلها تتخلل شعرها ولفت نظره لونه الذهبي واستغرب انه لم يلاحظ ذلك في الماضي انه لم
يفكر في يوم من الايام في لون شعرها ما الذي يجعله الان يتأمله ويستغرب لونه
ولماذا يشغل نفسه بهذه التفا هات الصغيرة ...وفجأة توقفت يده عن اللعب بخصلات
الشعر وراحت اسنانه تصطك ...ناولته غطاء صوفي قائلة ألم اقل لك انك بردان ...رد في
كبرياء لا ولكن هذه نوبة بسيطة وستمضي ..سألها في نبرة فيها شئ من الريبة والاتهام
وخرجت الكلمات كأنين من بين شفتيه ..من هو والد ابني .!!!!
انتفضت كالملسوعة وجحظت عيناها طغت علي وجهها ملامح الخوف والرعب
ممزوجة بالاستغراب وهمهمة ...ما...ما...
ماذا ...تقول !!! أجننت؟؟؟ ثم ساد الصمت قطعه بعد فترة بالحاح... لم تجيبي....كانت
ماتزال تبحث داخل صندوق أفكارها عن إسرار قديمه اختلطت ولكن لم يستطع الزمن محوها من الذاكرة حاولت التخلص من الموقف الصعب الذي فرض عليها
والذي لم تكن تتوقع ان تجد نفسها فيه يوما ما ....متي ستعود لوطنك ...الم تقل انك
تشتاق اليه ...قال وقد لاحظ انها تحاول الهروب من الاجابه عن سؤاله في مراوغة ذكيه
وطني يعيش داخلي احمله اينما ذهبت في هذا الكون ولن اعود الا بعد معرفة الاجابه عن
سؤالي وانجلاء الحقيقة وإيضاح ما تخفين عني فانا اشعر بالم كلما نظرت الي هذا
الطفل ما ذنبه ان ياتي الي الحياة و هو لايعرف.......قاطعته وقد نفذ صبرها الم نتفق عند لقاؤنا ان ندفن احداث الماضي وان
لاننبش فيها وان نبتدي طريق جديدة دون اكتراث للامس ....تابع حديثه دون ادنى
اهتمام لكلامها وهو يتصبب عرقا انا اشعر بالذنب اشعر انني طُعنت في رجولتي وخذلت
في كبريائي احس بحقارة الاخرين لي ...صمت فجأة كأن شئ ألجم لسانه نظرت اليه لم
يحرك ساكنا فقد تجمدت كل ملامحه وتحجرت عيناه في محجريهما للحظات كدهر احست بها
وهي تنتظر استمراره في الحديث وكما توقف فجأة اشتعلت نيران الغضب وبان ذلك بوضوح
علي قسمات وجهه وبريق عينيه وقطب ما بين حاجبيه ونزلت اليد التي كانت تتحسس الشعر
الي رقبتها وجحظت عيناها وهي تشعر باليد تضغط عليها أحست ان أنفاسها اخذت تتسارع
في البداية ثم تغير الاحساس الي شعور بالاختناق احست ان الهواء لم يعد يصل لرئتيها فندت عنها صرخة قوية
أيقظت الطفل النائم وصرخ من الفزع و الخوف رفع يده عن رقبتها دون ان ينبس احدهما
بكلمه تركها لم تصدق ما حدث مدت يدها تتحسس أماكن أصابعه والآثار التي تركتها في
رقبتها كانت في حالة ذهول ....ورعب .... وخوف شلتها عن الحركة وأفقدتها أي ردت فعل
تجاه ما حصل.
ابتعد عنها في هدو مرددا انه ليس ابني ....ليس ابني....كانت لم تفق
بعد من هول ألصدمه ولكنها استعادت شئ من رباطة جأشها واستعدت كنمرة تريد الدفاع عن
نفسها فقد أحست بالظلم والاهانه كانت تتوقع الاسواء بعد الذي حصل منه لكنه ابتعد
واتجه الي الخزانه واخذ يجمع ملابسه واثناء ذلك وقع نظره علي ظرف صغير تناوله كانت
به مجموعة من الاوراق حاول قراتها ولكن النور كان خافت خرج الي الصاله اضاء النور
وتهالك علي اقرب اريكه ثم اخذ يقراء الأوراق الواحدة تلو الأخرى وكلما فرغ من قراة
واحدة ازدادت دقات قلبه تسارعا لغرابة ما احتوت عليه تلك الاوراق من معلومات واسرار لم يكن يعرفها وما ان وصل الي الورقة
الاخيرة حتي كادت انفاسه تتوقف وكانه كان في سباق مارثوني فقد احس بالاجهاد نعم لم
يكن يعرف هذه المعلومات التي احتوت عليها الاوراق اسرار غريبة تكتنف محيط حياته مع
هذه المرأة ولايعلم بها اكتشف انها عاقر لاتنجب اطفال يا للهول ....فقد كان من بين
الاوراق تقرير طبي يفيد بانه اجريت لها عملية استئصال الرحم ...ايعقل هذا ...واحتوت
احد الاوراق علي تاريخ ومكان ميلادها واتضح انها تنتمي لنفس بلده ولمنطقته بالذات
!! عجيب! هذا !! وقد تركت الوطن مرغمة كما
تركه اخرون مثلها هروبا من ظلم الظالمين وحكم ابناء الذوات وتحكم الصعاليك من الرعاع وجور العدو الذي لايرحم ولا يرعى
للانسانية أي قيمة فٌرض عليها الفرار كما فرض علي الاخرين وفقدت طعم الحب والعيش
مع اسرة وحلاوة الروابط الاجتماعيه وما يكتنفها من عادات جميلة وحرمت من حق انساني
اعطاه الله لها وسلبه العباد منها ....يا
للهول... ما هذا العالم ...الذ نعيش فيه هكذا تواردت الكلمات علي عقله وهو يقلب
الاوراق..
اما الورقة الثالثة فقد احتوت علي الاسم الحقيقي للطفل واسم والداه
اللذان ماتا في حادث سير كما جاء بالأسطر الأخيرة منها
وضمت الورقة الرابعة بين سطورها شهادة من دار الرعاية الاجتماعيه تفيد
بتبني الطفل من قبلها وتعهدها برعايته والسهر عليه مساهمة منها في تحمل جزء من مأساة
الوطن برعاية طفل ينتمي اليه يحتاج الي من يقف بجانبه في ظعفه ومن يدفع عنه جبروت
الايام وغائلة الزمن حتي يقوى عوده فقد يكون الوطن في حاجة اليه ذات يوم وقد يتحقق
علي يديه ما عجز الاخرون عن تحقيقه !!!!...
لقد اتضح له جليا ان ما يخفى عليه هو أولائك الأطفال من ابناء الوطن
من فئات الايتام واللقطاء الذين تجمعهم مايسمى بدور الر عاية الاجتماعيه فهم في
نظر المجتمع سواسية لافرق بينهم في التمييز الا بسجلات المواليد او الانتماء لرجل معين معلوم ومجهول تختلف في
حرفان هما عج ولو اضفت اليهم البقية لكانت عجول هو الإنسان لاذنب لأحد منهم فيما يحصل وما يقال وما يدور من
أحاديث الحرام والحلال والدين والعرف والاخلاق والاباحيه والسفاح والشرعي هم غير
مسؤلين عنها لأنها ليست من إعمالهم ولكنها
جريرة الآخرين يتحملونها وهم في المهود فأي ظلم هذا ...أي بشر هؤلاء الذين يعيشون فوق هذه الكرة ....يحًملون اخطاؤهم
لأجنتهم وهم في الأرحام
ما ذنب الأيتام أذا كان القدر قد اختار لهم ذلك وحرمهم من حضن الام
ودف صدرها ومن عطف الآباء وما ذنب اللقطاء
الذين كانوا ثمرة شهوة محرمة في لحظات ضعف أنساني او نزوات طارئة مرت بأمهاتهم أو
أبائهم فكانوا سبب مجيهم لهذا الكون .....مالي ارى الانسان تحول الي حيوان اكثر من
الحيوان لم يبقي من الانسانية سوا اللسان
اخذت الافكار تطارده وهجمت علي عقله دون هواده وبطريقة احس معها انه
لم يعد يستطيع التركيز فحاول التخلص من واقع ارهقه والهروب بذهنه الي عالم ولو كان
من الخيال فقد مل الحقيقه واحس بالحمل الكبير الملقي علي عاتق البشرية وهو فرد من
مليارات يجب ان يتحمل نصيبه ....ولكنه احس في نفس الوقت براحة نفسية لمعرفت
الحقيقة التي تخصه لانه اكتشف انه كان علي قاب قوسين او ادني من ارتكاب جريمة بشعة
قد يندم عليها ويرافقه الندم الي ما بعد عتبة القبر وتؤرقه بقية ايامه ...اخذ
النعاس يتسلل الي عينيه في الوقت الذي كان فكره مازال في اوج نشاطه واخذ يغيب شئا
فشئا عن الواقع في رحلة الهجوع بعد العناء الذي اصابه خلال اليوم ..وهو بين الحلم
واليقظة احس بيد تربت علي كتفه فتح عينيه في تثاقل وجدها تقف امامه وهي تضع يدها
علي كتفه وباليد الاخري تحاول مسح دمعة كانت تريد السقوط نظر في عينيها واطال
النظر فقد كان يرى فيهما بريق حب صادق ومن خلالهما كان يرى الوطن ومن عطرها اشتم
عطر جدته وامه وعلي محيا وجهها كان يرتسم الوطن بتضاريسه من جبال ووديان من قفار وأدغال
من صحارى وعمار من روابي وتلال شاهد الوطن من خلالها وشاهد بريق الشوق في عينيها فاحس بصغره امامها
وشعر بالخجل من تصرفاته معها تحرك داخله احساس بانه ظلمها كانت لحظات كدهر مرت
وكسر الجمود... ظمها الي صدره بقوة ..اراد ان يحتوى من خلال جسمها الوطن باكمله
اراد ان يذيبها في جزئات جسمه سقطت المكابرة وانقشع الغمام وانجلت الحقيقة لقد
ارادت ان تكون للوطن كما كانت له ولكنه بانانيته ظلمها ارادت ان تسعده بان تبنت طفل
بدون علمه ارادت ان يكون اب لهذا الطفل الذي لاذنب له فاثناء غيابه خطرة الفكرة
ونفذتها وعند عودته وجد الطفل كانت تريد منه ان يعطي هذا الطفل حنان الاب الحقيقي
حتي لايشعر انه يتيم او لقيط ارادت ان تختبر الجانب الانساني فيه ولكنه فشل في الاختبار
فقد تغلبت عنجهية الرجولة والفحوله والانانيه عن الجانب الانساني فمن الصعب جدا ان
تحرك هذا الجانب في الرجال وهم يشعرون بدوس كرامتهم والطعن في شرف رجولتهم
وكبرياؤهم فهذه اشياء اقدس من كل شئ اخر في الكون عند الرجال .
أحس وهو يقف إمامها بعظمتها انها الوطن بكل ما حوى وهو المواطن الضعيف
فهل ينسلخ الإنسان عن وطنه الذي فيه المولد وفيه الممات حتي لو شعر بالظلم فيه
وردد بلا وعي وكنه كان يرد علي سؤال لا....لا....لا....لايمكن ان يحدث... هذا مستحيل
.
كان الطفل قد استيقظ من النوم وتسلل الي جانبهم وهو يقف ينظر إليهما
ولم يلحظا ذلك الا بعد ان نطق هو بجملته الأخيرة فاذا الطفل يتكلم فجأة
بابا....بابا....بابا...احتضنه وأحس بحب جارف تجاهه وشعر انه قطعة منه لانه ابن
الوطن ففي الغربة تزداد روابط الوطنية كثيرا ويلتصق غرباء الوطن ببعضهم وتزداد
روابط الحنين قوة مستمدة قوتها من نسائم الوطن ....!!!
ابتسمت وهي تنظر اليه بينما كانت دمعة تسقط علي خدها... مد يده وقال
لادموع بعد اليوم ...... لادموع بعد
اليوم.....
...قلت في نفسي لايوجد مخلوق في الكون بلا وطن وكل مخلوق يقدس وطنه
ولكن هل كل المخلوقات تحن لوطنها كما يحن الانسان
ومازلت انتظر الاجابه ؟؟؟؟؟؟.....!!!!! وقد يطول الانتظار
قلمـ وتجارب الايام وميراث السنين 19/11/2009
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــــديات الادبية :: **** منتدى القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى