معلقــــــــــة البازين

تعد أكلة البازين من الأكلات الشعبية في ليبيا، واعتقد أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي تشتهر فيها هذه الأكلة، وهي تنتشر في أرجاء البلاد بطولها وعرضها، ولليبيين في تناول هذه الأكلة الشهيرة شؤون وعادات تختلف اختلافا طفيفا فيما بينها، فهم يعدون البازين بطرق متباينة وكل يتفنن في إعداد الوجبة والمباهاة بها سيما في الأفراح والمناسبات الكبيرة، واشتهر الأهالي في الرياينة أيضًا بإعداد هذه الوجبة وتفننوا في تقديمها بأساليب مختلفة من محلة إلى أخرى، وتفننوا كذلك في التهام البازين بكميات كبيرة مع لحم الخروف والفلفل الحار مع عصر القليل من الليمون الذي يعطي للوجبة نكهة خاصة، تذكرك بالمكان والزمان والحنين إلى البلد حتى وإن كنت من المقيمين خارج الرياينة.
وفي هذا رأيت أن أقدم لكم هذه القصيدة التي قدمت بأسلوب كوميدي بعيدًا عن العربية وصرفها ونحوها، بل ما كان مهمًا في عرض القصيدة هو إضافة جو من المرح والمتعة على القارئين الأعزاء سيما المحبين للبازين وهم كثر، وهم الآن يبتسمون لقراءة هذه الكلمات؛ لأنها تعنيهم دون غيرهم.
للأمانة فالقصيدة أخذتها من الشبكة وهي ليست من إنشائي، ورأيت أن أضع بجانبها صورة تعبر عن البازين.

معلقــــــــــة البازين
أَلاَ هُبِّي بِصحنكِ فاصبحينَا
وإن كانَ بازِينٌ فاعزمينَا

مُفَلْفَلَةٌ بِلحْمِ خَرُوفٍ لَذِيذٍ
إذا ما خالَطَهَا الإدامُ سَخِينَا

تَرى الرّصينِ إذَا ما أمرّت عليـ
ـهِ لأكمَامِه لَهَا من المشمِّرِينَا

أَيَا هَازئًا لا يَغُرَّنَّكَ المَنْظَر
وإِنْ كُنَّا للشِعْرِ مُسَبْسِبِينَا

مَتى نَتَرَبَّعُ عَلَى قَصْعَةٌ مَعَ
قَوْمٍ يَكُونُوا حِيْنَهَا من النَّادمينا

فَإنَّا نُورِدُ الأياديَ بِيْضًا وَنُخْـ
ـرِجُهُنَّ حُمْرٌ بالإدَامِ مُمَرْغِدِينا

وَنَبْلَع اللقمةَ ونتبعها بِأُخرى
وَنَرْفَسُ فَوقَ رَفْسِ الرَّافِسينا

بِأيامًا لَنَا غُرٌ طِوالٌ
كُنَّا فِيهَا للقِصِاعِ ماسِحينا

فَكَمْ من قصعةٍ نسفنَاها نسفًا
وكُنَّا عَلَيْهَا القَارِصِ عَاصِرِينا

وَكَمْ من قَصْعَةْ جَلَسْنَا إلَيْهَا
فَكَإنَّها خَاوِيَةٌ مِنْ سِنِينَا

ألا لا يَعْلَمُ الأقْوَامَ يَومًا
بأنَّا لِلُقْمَةٍ لَسْنَا مُرجِّعينَا

تُرى القِصَاعُ وَقْدْ رُفِعَتْ
كَإِنَّا بِفِيرِي لَهَا مُلَمِّعِينا

نَكُونُ الأوَّلِينَ إذَا عُزِمنَا
ونَكُونُ مُعَشِّيشِين إذا نُسِينَا

مَخَافَةَ أَنْ يَفُوتَنَا البازِينَ يومًا
أوْ نَكَوُن في الأعراس من الغائبِينَا

وَنَأكُلُ مَا سُبِكَ بِدَقِيقِ شَعْيرٍ
ويأكلُ غَيْرُنَا مُبَكْبَكَةٌ وَسَامَادِينَا

ونَأْكُلُ إنْ أَكَلْنَا بالأيَادي
وَيَأكُلُ غَيُرُنَا بِشُوكَةٍ وسِكِّينَا

إذَا بَلَغَ الفِطَامُ لَنَا صَبِيٌّ
فَطَرَنَا عَصِيدَةٌ وَتَغَدَّينَا بَازِينَا