وابتلعنها الصحراء **قصة حقيقية

وابتلعتها الصحراء**قصة حقيقية مؤلمه
الصحراء هذا المحيط من الرمال والجبال والاوديه الذي يمتد ملايين الكيلو مترات وتلتحف به بلادنا ليبيا من الجنوب كان لها نصيبها في بعض الماسي التي تعرض لها اهلنا أبان الغزو الايطالي حيث التجأ أليها الفارون من وجه الظلم محاولين الاحتماء بها من الذل والقهر مفضلين العيش بين كثبانها علي البقاء تحت حكم الاستعمار الايطالي وقد تعرض البعض منهم لبعض المآسي الانسانية التي لايمكنك وانت تتابع كلماتها الا ان تشعر بغصة في الحلق والما في النفس والصورة ترتسم امامك لما حدث
وقد اخترت لكم هذه القصة الحقيقية التي حدثت لبعض الاسر اللبيبية والتي رواها شاهد عيان عاش احداثها وتوفي في ثمانينات القرن الماضي .عليه وعلي كل المسلمين رحمة الله وهي من كتاب مراحيل العطش لمحمد سعيد القشاط ومصدرها الاصلي كتاب الصحراء تشتعل
في صباح يوم 13 يناير1930 م فوجئت مخيمات المواطنين الليبيين التي فرت من الشمال تحت ضغط العدو الغاشم بهجوم الطيران الايطالي علي النجوع التي كانت تحوي النساء والأطفال لان اغلب الرجال كانوا في منطقة أم الأرانب يقارعون العدو الزاحف لاحتلال فزان
تقدمت القوات الايطالية بمصفحاتها وسياراتها لتهاجم المواطنين من كل جانب كان المرحوم الحاج محمد التمامي صغيرا دون العاشرة في يوم الهجوم قال:
كان ذلك اليوم يوم مشهود لاترى فيه الا الحرائق والدماء والجثث والجرحي خرج من بقى حّيا هائما علي وجهه وسقط اغلب الرجال المدافعين علي النجوع شهداء والباقون فرغت ذخيرتهم وقادوا الأطفال والنساء عبر الصحراء بعيدا عن العدو واتجه الجميع تجاه اوزو في سفح جبال تيبستي الموقع الوحيد الذي تتوفر فيه المياه ستة. أيام والناس مبعثرة في الصحراء ووجهتهم اوزو
الغارة لم تمنحهم وقت ليحملوا معهم زاد او ماء تساقط النساء والاطفال في الصحراء قتلى عطشا وتعبا وجوعا
كانت امي رحمها الله تحمل اختي الصغيرة علي ظهرها وكان عمرها سنتين تعبت امي وبدأت تتاخر في السير عن بقية المرحول كان والدي ينتظرها ويعود اليها احيانا كنّا نلوذ بأمي ونتأخر بتأخرها
في اليوم الثالث تعبنا جميعا كان البرد قارص في الليل لدرجة التجمد ونحن بلا أغطية وبدون أكل وبدون شرب ايظا
رجع أبي يحث أمي علي السير غير أنها عجزت عن مواصلة الرحلة وهي تحمل أختي.. هنا قرر أبي اتخاذ القرار الصعب المؤلم قال لها اتركي الطفلة وحثي السير معنا رفضت أمي غيران ابي ألح عليها وأصر وأوضح لها بأنها ستموت معها إذا لم تتركها
تركت أمي أختي في العراء تبكي ومشت قليلا ثم عادت إليها فعاد أبي وراءها وأمرها بالسير من دونها
كانت أمي تبكي وكنا نحن جميعا لانقوى علي البكاء من شدة التعب والجوع والعطش
بقيت أختي في موقعها ذلك تبكي كنا نسمع بكاؤها ألي مسافة بعيدة والي هذه اللحظة لازال بكاء أختي يرن في إذني كلما تذكرت ذلك الموقف
عشرات الأطفال ماتوا في الصحراء وعشرات النساء تساقطن فوق رمالها من الإعياء والعطش والجوع والتعب لااحد يسال عن الأخر فالكل في شغل شاغل عن غيره
بعد ستة أيام وصل النازحون إلي اوزو اندفعوا نحو الماء وقف التبو يمنعون الناس من الشرب الا بثمن قدمت النسوة ما بحوزتهن من حلي متواضع للتبو وأساور وعقود من الخرز وأغراض صغيرة وأي شي يقدم نظير جرعة ماء لهن ولمن بقا من أطفالهن علي قيد الحياة
استمر الوضع يوما كاملا والناس لم تروى ظمأها حتي لحق المجاهدون بالمهاجرين واستولوا علي نبع الماء وشرب الجميع ولحق بعض الرعاة بابلهم التي لم يستولي عليها الايطاليون وارتحل الناس الي داخل تشاد حيث استقبلهم التشادي بكل حفاوة وترحاب
***********
هذه ماساة انسانية رهيبة حدثت من اجلتربة هذا الوطن وفوقها نتيجة لظلم الاستعمار الغاشم وغطرسته ونظرته الدونية للشعوب الظعيفة هذه النظرة التي لم تتغير رغم مرور الزمن فمازال الغرب هو الغرب تتكرر اعماله الوحشية كلما وجد الفرصة مواتية ***

من طرف **gecol** الأربعاء أكتوبر 20, 2010 12:24 pm

بجد قصة حزينة وربي يكون في عونك أخي وابتلعنها الصحراء **قصة حقيقية 470299

وابتلعنها الصحراء **قصة حقيقية

وابتلعنها الصحراء **قصة حقيقية

رد: وابتلعنها الصحراء **قصة حقيقية