اقراء لتعرف نعيم الحريه وثمنها الذي دفعه الاجداد

من طرف **ابن الباديه** الخميس أكتوبر 21, 2010 6:54 pm

اقراء لتعرف نعيم الحريه وثمنها الذي دفعه الاجداد

يبقي الكثير من تاريخ جهاد الأجداد ضد الطليان الفاشست مخفي بين صفحات الكتب وكلما اطلعت علي كتاب يحكي عن تلك الحقبة تزداد اعتزاز بانتمائك لمثل أولائك الإبطال وتشعر بفداحة الظلم الذي وقع عليهم وما عانوه من قهر وذل من قبل الايطاليين ويزداد تعلقنا بالأجداد كلما عرفنا بعض المآسي المروعة التي تعرضوا لها ومن كتاب
مواجهة الصحراء*** مغامرة عبر شمال افريقيا***
لكاتبه الدنمركي المسلم ***كنود هولمبو*** الذي سّجل لنا ظلم وفظاعة الاستعمار الايطالي كرجل محايد نقلت لكم هذه القصة المحزنة
وهذا الموقف حصل له عندما تم القبض عليه من قبل المجاهدين بالجبل الأخضر ولكن تم الإفراج عنه بعد تأكدهم انه ليس ايطالي ولا يحمل نوايا الشر والحقد
فتخيل اخي او اختي ان يحدث لك لاقد الله ما حدث لصاحب القصة فماذا يكون شعورك..... اقراء لتعرف نعيم الحريه وثمنها الذي ذفعه الاجداد ...فهييهات ...هيهات ان نوفّيهم حقهم مهما فعلنا او ينسينا اعتذار الطليان هذه الفواجع مهما اعتذروا

*****

جلسنا نحن السبعة حول النار وسالت القايد الا تخشي ان يراك الايطاليون
فرد بسرعة :لا اخشى احد ان الايطاليين لايجرؤن علي الخروج من مدنهم التي يتحصنون بها الا اذا كان لديهم اعداد كبيرة من الجنود والبنادق سريعة الطلقات اما في الظلام فانهم لايجرؤن علي مهاجمتنا علي الإطلاق
سالني احدهم لابد انك تحدثت مع الايطاليين .....ماذا يقولون عنا..؟
قلت ان الايطليين يتهمون سكان الجبال بارتكاب افضع الجرائم في حربهم معهم ويتهمونهم ايضا بتعذيب سجناؤهم من الاسرى
نظر اليا القائد ثم القى بفرع شجرة كبير جاف في النار ..فارتفعت السنة اللهب ثم قال نحن نعرف الان انك مسلم صالح ولن تخدعنا او تطعننا في ظهورنا ..سوف احكي لك شي واقسم بالله العظيم ان ما ساقوله لك هو الحق ...انني لم اعش في الجبال هنا كثيرا ولكنني مجبر علي العيش فيها ..فليس لي بديل اخر فقد حلت مصيبة بالواحة التي كنت اعيش فيها ...فجنوب هذه السلسلة من الجبال لاتوجد الا الصحراء حتي الكفرة وقد قاموا بسد الابار بالاسمنت كانت الواحة التي كنت اعيش فيها هناك حيث عاش والدي واجدادي وجميع افراد عائلتي منذ سنوات عديدة ..لقد شعرت بالفرح عندما رزقني الله بولد ...ولكن الله وحده يعلم مكانه الان ...لقد رزقني الله بابنة كانت نور عيني ...كانت تملاء عليّ الدنيا بهجة وسرور ..عيناها سوداء كسواد الليل..كنت احبها كحبي لابني تماما ..ولكن حبي لله اعظم واكبر من اي حب آخر
لم ارد عليه بكلمة ولكنني اكتفيت بايماء من راسي لابد ان الاخرين سمعوا هذه القصة عدة مرات من قبل ..ولكنهم انصتوا لما يقول ...كان الصوت الوحيد هو صوت النار وهي تحرق الأغصان الجافه ...كانت الدموع تملا عيون القايد كانت تلمع في ضوء النار....قال لقد حفظني الله وثبتني وجعلني اتصرف كرجل امام مثل هذه الشدايد ولكن قلبي اصبح كالحجر تجاه هؤلاء الكفار الذين غزوا بلادنا اما عقلي فاصبح كعقل طفل عندما افكر في تلك الكارثه التي حلت بنا ...ان الله وحده هو العادل استمر في روايته وقد تملكه الاسى.... كنا نعيش في سعادة في واحتنا لقد كنت غنيا ...كان لدي ما يزيد عن المئة من الابل كانت كلمتي مسموعة لدي الجميع ..صحيح انه كانت هناك حرب في برقه ..وكان الشباب يذهبون لمساعدة سكان الجبال ولم نكن نعرف اي شئ حتي حدث شئ جلل ...ذهبت انا وعشرة من الرجال للاحتفال في واحة مجاورة ..واستمرت الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام ...وعدنا الي واحتنا ...كان اول من شاهدته زوجتي جاءت اليا عدوا...والرعب يملا عينيها وشعرها وراء ظهرها وملابسها ممزقه ...كانت تنتحب وتقول لي لاتعد الي البيت فليغفر الله لي وليسامحني علي مااقوله لك ...وكانت تبكي بكاء شديد ولم اسمع منها اي كلمة اخرى ...ترجلت من علي جملي ...لاجد اخي قد اتي ...قائلا اخي انك تعلم مثلي تماما ان الله يقسم الأرزاق علي العباد ويعطي كل انسان قسمه ...لقد مات محمد
فصحت قائلا ولكن كيف مات ...لم يكن مريضا ...
فرد أخي قائلا ...لقد كان الايطاليون هنا وأطلقوا الرصاص علي الرجال قتلوا واحد من كل خمسة ...لأننا حاولنا الدفاع عن انفسنا اهتز كياني لما سمعت لم استطع الكلام واستمر اخي في روايته ...عليك ان تثق في الله مهما حدث ...لقد اختفت عائشه
...كانت عائشه هي ابنتي لم اعد احتمل ما سمعت فصحت فيه قائلا اين اختفت هل ماتت؟....
رد قائلا لا...لقد اخذها ضابط ايطالي مع بعض الجنود الارتريين واخذوا معهم الجمال ...قلت لأخي كان يجب ان تجنبني وبيتي هذا العار كان يجب عليك قتلها قبل ان يأخذها الايطاليون هذا اشرف لنا .....
رد قائلا لم ادري ما حدث فقد انتشر الجنود الارتريون في كل مكان
لم اتكلم لفترة ثم قلت لاخي عليك رعاية زوجتي وابني احمد وعمره تسع سنوات اما انا فسوف ابحث عن عائشه ورحلت من الواحة علي الجمل الوحيد الباقي ولم اكن ادري ان ذلك كان اخر عهد لي بالواحة بحثت عن عائشه لشهور طويله في مدن كثيرة وأخيرا عثرت عليها في احد بيوت الفسق في درنه لقد اجبروها علي ممارسة الفسق مقابل مبلغ من المال عرفتني عائشه.... في البدايه وعندما طلبت منها العودة معي هزت راسها وبكت ...وقالت أبي إنني مريضة ولن تتحسن صحتي ثانية....قلت لها لقد صفحت عنك ياعائشه ...سيسامحنا الله جميعا ولكن اخبريني كيف وصلتي الي هنا ...ردت باكية بعد ان اخذ الايطاليون الجمال اخذوني معهم وأحضروني الي هنا ...انتحبت عائشه وازداد بكاؤها ...وزادة معاناتي معها...قالت لي اقتلني يا أبي لن استطيع الهروب من هذا المكان ...ان موتي علي يدك أهون من إن تتركني في هذا المكان ....فقتلتها وقبلت جبينها وهربت الي الجبال وأنا اقول لك ألان سوف اقتل كل ايطالي يقابلني هذا هو القصاص والعدل ولو كنت أدركت انك ايطالي لكنت ألان في عداد الأموات ولكنني رايتك ترتدي طربوشا فأثرت الانتظار حتي اتبين الامر ..
خيم الصمت علينا جميعا لم استطع ان أرد علي القايد واسترسل قائلا واقسم لك بالله العظيم ان كل واحد من من حولك له قصة مماثلة لذا فإننا لن نستسلم إننا نحارب الي أخر طلقة من بنادقنا ...إننا لانخشى مدافعهم الرشاشة ...إننا لانهاب الموت ....لانخشى الجوع ....لانخشى ان تكون ملابسنا مهلهلة ....سوف نحارب الي اخر قطرة دم ...اننا جميعا نحب الله ولكننا نمقت هؤلاء الشياطين البيض......
الي هنا اقف وقد انقل لكم قصة اخري من مآسي الاجداد رحمهم الله جميعا وغفر لهم واسكنهم فسيح جناته ....ادعوا لهم بالرحمة وهذا اقل ما يمكن ان نقدم لهم ..........