الفريق اول عبد المنعم رياض
2 مشترك
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــديات الثقافية :: **** منتدى الرواد و المشاهير والعلماء
صفحة 1 من اصل 1
الفريق اول عبد المنعم رياض
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يعد الشهيدفريق أول عبدالمعنم رياض واحدا من المع القادة العسكريين العرب في النصف الثاني منالقرن العشرين أنموذجاً مثاليا للعسكري العربي الملتزم طوال حياته من حيث المقدرةوالكفاءة المقرونة بالشجاعة حيث شكل استشهاده علامة بارزة في المسيرة العسكريةالعربية في مرحلة حالكة السواد بعد هزيمة يونيو عام 1967ف وتصدع الثقة والشرخ الذي أصابالوجدان العربي ، جاء استشهاده ليشكل بارقة أمل وعزم على مواصلة القتال وروحالتحدي للهزيمة والإصرار على خوض المعركة وان القائد العربي امتداداً للسلف الصالحأيام الفتوحات كان استشهاده صفحة مضيئة في تاريخ الأمة العربية عبرت عنه ردودالأفعال التي نشرت تلك الفترة التي أعقبت استشهاده .
حيث كتبتصحيفة الجار ديان البريطانية "أن وفاة عبد المنعم رياض قد رفعت الروحالمعنوية للشعب المصري حيث عبر حادث استشهاده بين جنوده عن الروح المعنوية المصريةبعد عام 1967ف وقالت عنه وكالة اليونايتد برس" أن الفريق عبدالمعنم رياض ختمحياته على العهد رجلا مخلصا لجنديته في الخطوط الأمامية أن الفريق رياض شارك فيعمل بدا شبه مستحيل وهوا إعادة بناء القوات المسلحة وقد نعاه الرئيس جمال عبدالناصر وشيعته الجماهير في موكب مهيب وأصبح 9 مارس من كل عام يومالشهيد عرفانا بحجم التضحية وذكرى للأجيال تستلهم من حياة القائد الدروس.
الفريق الشهيد من مواليد طنطا جمهورية مصر العربيةفي 22 اكتوبر 1919ف والده كان ضابطا بالجيش ومعلما بالكلية العسكرية تدرج فيتعليمه حتى دخل كلية الطب بناء رغبة أسرته ليتركها بعد عامين ويلتحق بالكليةالعسكرية ويتخرج فيها عام 1938 ف برتبة ملازم ثان حيث شارك في الحرب العالميةالثانية عامي 1942/1941 ف وحرب فلسطين لاحقا عام 1948 ف وكان ضابط اتصال بينإدارة العمليات والقيادة الميدانية في فلسطين وقد منح وسام الجدارة الذهبيةلقدراته العسكرية ، نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944ف حائزا علىالترتيب الأول ثم أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز بريطانيا عام1945ف ،تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان برتبة مقدم تم أوفد فيبعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي عام 1958ف في أكاديمية فرونز العسكريةحيث تخرج فيها بامتياز وقداسبغ عليه الروس لقب ( الجنرال الذهبي ) رغم أن رتبته عميد ،شغل بعد عودته رئيس أركان سلاح المدفعية ثم نائب رئيس شعبة العمليات ومستشار قيادةالدفاع الجوي ، اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ حصل فيها علىالامتياز و أتم في السنة نفسها الدراسة في أكاديمية ناصر العسكرية متحصلاعلى زمالة كلية الحرب العليا نال ارفع الأوسمة والأنواط من داخل وخارج مصر وفيمايو 1967 ف وبعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن كلف الفريقعبدالمعنم رياض قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان في الأول من يونيو مع هيئةركن صغيرة لتقوم الحرب بعد أربعة أيام فقط من استلامه لمهامه وبالرغم من ذلك فقدبذل جهدا خارقا في القتال ،ولكن التطورات كانت اكبر من جهده الفردي ، استطاع منخلال موقعه أن ينذر القيادة في مصر عن الغارة الصهيونية صباح يوم 5يونيو فقد أرسلبرقية بالشفرة إلى القيادة ولكن نتيجة للأخطاء الإدارية لم تستلم في وقتها بل بعدالغارة تقريبا وقد اتضح فما بعد في محاكمات النكسة أن عامل الإشارة غير الكود ثمأن الإشارة ( البرقية )وصلت إلى مكتب الوزير ولم يطلع عليها .
قال الفريق عبدالمعنم رياض فيما بعد عنها في المحاكمة (لوا استلمت في حينها لتغير مجري الحرب) .
في 11يونيو عقب النكسة وفي ظروف عصيبة اختيرا رئيسا لأركانحرب القوات المسلحة فبدا عملية إعادة البناء والتنظيم في مرحلة من أصعب المراحل ،كان الرئيس عبد الناصر يراهن على قدراته الفذة كقائد عسكري وقد استطاع خلال فترةوجيزة أن يعبر بالقوات المسلحة جسر الهزيمة والانكسار وذلك في معركة رأسالعش في أخر يونيو 1967 ف ، ثم تدمير وإغراق المدمرة ايلات في 21 أكتوبر نفسالعام إضافة إلى إسقاط العديد من الطائرات المعادية وخلال تلك الفترة كلفأمينا عاما عسكريا لجامعة الدول العربية حيث أسهم في بلورة رؤية واضحة للصراع معالعدو الصهيوني وحاول جاهدا أن يرقى بمستوى العمل العربي المشترك بوضع خطط حقيقة لخوض المعركة برؤية تهدف إلى دحر العدو وكسر الحاجز النفسي .
رؤيته للصراع مع العدو :-كان الشهيد يؤمن بحتمية الحرب ضد العدو لان العرب لنيحققوا نصرا ًعليه إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي والسياسي فيالحسبان وليس مجرد عمل عسكري وكان يقول " انه إذا وفرنا للمعركة القدراتالقتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي لإعداد والتجهيز و هيأنا لهاالظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله أياه "كما كانت له وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول " لا اصدقأن القادة يولدون أن الذي يولد قائدا هوفلته لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا ،ولكن العسكريين يصنعون ، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة و أنا ما نحتاجإليه هو بناء القادة وصنعهم ، والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة على اصدارالقرار في الوقت المناسب لأنه لا فائدة من قرارمهما كان سليما إذا جاء بعدالوقت المناسب لان الموقف الذي يواجهه يكون قد تغير فالمعركة لا تنظر أحدا "ويقول ايضا ( أن تتبين أوجه النقص لديك تلك هي الأمانة ، وأن تجاهد أقصى مايكون الجهد بما هو متوفر لديك تلك هي المهارة ) .
وقد أستشرف مستقبل المنطقة وهو يقول( أن بترولاميركا سوف يبدأ في النفاد وستتحول إلي بترول العراق خلال 30 عاما تقريبا ) وقداظهر مقدرة عالية في التحليل العميق الصحيح لمبادئ الإستراتجية العسكرية وفيتطبيقها في مسرح العلميات ويحاول دائما الربط بين المبادئ الأساسية والبناء العمليللقوات المسلحة وقد استطاع أن يجتاز كل الصعوبات التي تواجه كبار القادة والتيتتمثل في استيعاب المبادئ الإستراتجية للعقيدتين الشرقية والغربية مع القدرة علىتطبيقها على مسرح العلميات.
أما بالنسبة لإستراتيجية المواجهة مع العد كان يرىأن يواجه بمقاومة عسكرية وأخرى اقتصادية ويؤكد أن العدو الصهيوني لن يكتفي بالرقعةالحالية عام 1967ف وان الخطوة التالية الاستيلاء على جنوب لبنان وتطلعاتللإقليم المصري والسوري وهو ما تحقق لاحقا ( سيناء ،الجولان ،الجنوب دخول بيروت ) وان العدو الصهيوني يسعى للتفوق النووي حيث يتغلب علىوحدة العرب ويعوض التفوق البشري عن طريق الرعب النووي وقد جاء هذا الكلام فيمحاضرة ألقاها قبل النكسة بشهرين وهو يؤكد صدق توقعاته وبعد نظره ( من احتلاللبنان إلى احتلال العراق) كان يعتقد أن أهم عناصر الثروة النفط العربي سواءاستخدام كسلاح للضغط أو مورد للتمويل مع موقع استراتيجي ممتاز وطاقة بشرية هائلةتربو على إضعاف الطاقة الصهيونية وظل يؤكد أن المعركة العسكرية لم تعد الطريقالوحيد لتحطيم إرادة العدو وأن المجال قد اتسع وتعدد وكان يأمل في توافر مناخسياسي ملائم لوضع إستراتيجية كلية تستخدم فيها جميع الإمكانيات العربية عسكريةاقتصادية وسياسية .
اللحظات الأخيرة :-
اشرف الفريق عبدالمعنم رياض على الخطة المصريةلتدمير خط بارليف بنفسه وتحدد يوم 8 مارس 1969 ف موعدا لبدء التنفيذ حيث انطلقتالنيران على طوال خط الجبهة لتكبيد العدو الخسائر وإسكات مدفعيته في اعنف اشتباكقبل معارك 1973ف فيما عرف لاحقا
( بحرب الاستنزاف ) وفي صبيحة اليوم التالي 9 مارستوجه الفريق عبدالمعنم رياض إلي الجبه ليرى بنفسه عن كثب نتائجالمعركة ويشارك جنوده مواجهة الموقف ، حيث قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماًولم تكن تبعد سوى 250م عند مرمى نيران العدو وتم اختياره للموقع ( رقم 6 ) وكانأول موقع يفتح نيرانه بتركيز على دشم العدو وكان قائد الجيش لم يبدي ارتياحاًعندما طلب منه الفريق زيارة وحدات المشاة في المواقع الأمامية التي تشتبك مع العدوولكن الفريق أصر على رايه قائلا أنه ( سيذهب إليها ولو اضطر إلى الزحف )عندما أكدله قائد الجيش أن هذه الوحدة تتعرض للقصف الآن ،وانهالت النيران على الموقعالموجود به الفريق ،واتخذ ومرافقوه أماكنهم في خندق قريب حيث أداراالمعركة مباشرة يراقب ويصحح نيران المدفعية طيلة الساعة والنصف إلى أنانفجرت إحدى الدانات بالقرب منه ، ونتيجة للشظايا وتفريغ الهواء استشهدالفريق عبدالمعنم رياض وهو يؤدي واجبه في (الخندق الامامي) بكل ماتحملهالكلمة من معنى ضاربا بذلك أروع الأمثلة لقائد قدوة تعلم وعلم وندر نفسه لوطنه ،اجتهد أيما الاجتهاد ولم يبخل بعلمه وعقله فكان نموذجا للقائد الفذ الماهرالذي استطاع في أحلك الظروف أن ينحت في الصخر ويثأر للكرامة التي جرحت ،ليصنع نصراً كبريا وقيمه للمقاتل المبدع الذي يأخذ بأسباب النصر.
هذه هي سيرة قائد شجاع مليئة بالعبر والدروس ،سيرة عطرة تأبي إلا أن تظل خالدة ابد الدهر .
الكاتب عقيد ركن/ محمد غومة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يعد الشهيدفريق أول عبدالمعنم رياض واحدا من المع القادة العسكريين العرب في النصف الثاني منالقرن العشرين أنموذجاً مثاليا للعسكري العربي الملتزم طوال حياته من حيث المقدرةوالكفاءة المقرونة بالشجاعة حيث شكل استشهاده علامة بارزة في المسيرة العسكريةالعربية في مرحلة حالكة السواد بعد هزيمة يونيو عام 1967ف وتصدع الثقة والشرخ الذي أصابالوجدان العربي ، جاء استشهاده ليشكل بارقة أمل وعزم على مواصلة القتال وروحالتحدي للهزيمة والإصرار على خوض المعركة وان القائد العربي امتداداً للسلف الصالحأيام الفتوحات كان استشهاده صفحة مضيئة في تاريخ الأمة العربية عبرت عنه ردودالأفعال التي نشرت تلك الفترة التي أعقبت استشهاده .
حيث كتبتصحيفة الجار ديان البريطانية "أن وفاة عبد المنعم رياض قد رفعت الروحالمعنوية للشعب المصري حيث عبر حادث استشهاده بين جنوده عن الروح المعنوية المصريةبعد عام 1967ف وقالت عنه وكالة اليونايتد برس" أن الفريق عبدالمعنم رياض ختمحياته على العهد رجلا مخلصا لجنديته في الخطوط الأمامية أن الفريق رياض شارك فيعمل بدا شبه مستحيل وهوا إعادة بناء القوات المسلحة وقد نعاه الرئيس جمال عبدالناصر وشيعته الجماهير في موكب مهيب وأصبح 9 مارس من كل عام يومالشهيد عرفانا بحجم التضحية وذكرى للأجيال تستلهم من حياة القائد الدروس.
الفريق الشهيد من مواليد طنطا جمهورية مصر العربيةفي 22 اكتوبر 1919ف والده كان ضابطا بالجيش ومعلما بالكلية العسكرية تدرج فيتعليمه حتى دخل كلية الطب بناء رغبة أسرته ليتركها بعد عامين ويلتحق بالكليةالعسكرية ويتخرج فيها عام 1938 ف برتبة ملازم ثان حيث شارك في الحرب العالميةالثانية عامي 1942/1941 ف وحرب فلسطين لاحقا عام 1948 ف وكان ضابط اتصال بينإدارة العمليات والقيادة الميدانية في فلسطين وقد منح وسام الجدارة الذهبيةلقدراته العسكرية ، نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944ف حائزا علىالترتيب الأول ثم أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز بريطانيا عام1945ف ،تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان برتبة مقدم تم أوفد فيبعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي عام 1958ف في أكاديمية فرونز العسكريةحيث تخرج فيها بامتياز وقداسبغ عليه الروس لقب ( الجنرال الذهبي ) رغم أن رتبته عميد ،شغل بعد عودته رئيس أركان سلاح المدفعية ثم نائب رئيس شعبة العمليات ومستشار قيادةالدفاع الجوي ، اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ حصل فيها علىالامتياز و أتم في السنة نفسها الدراسة في أكاديمية ناصر العسكرية متحصلاعلى زمالة كلية الحرب العليا نال ارفع الأوسمة والأنواط من داخل وخارج مصر وفيمايو 1967 ف وبعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن كلف الفريقعبدالمعنم رياض قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان في الأول من يونيو مع هيئةركن صغيرة لتقوم الحرب بعد أربعة أيام فقط من استلامه لمهامه وبالرغم من ذلك فقدبذل جهدا خارقا في القتال ،ولكن التطورات كانت اكبر من جهده الفردي ، استطاع منخلال موقعه أن ينذر القيادة في مصر عن الغارة الصهيونية صباح يوم 5يونيو فقد أرسلبرقية بالشفرة إلى القيادة ولكن نتيجة للأخطاء الإدارية لم تستلم في وقتها بل بعدالغارة تقريبا وقد اتضح فما بعد في محاكمات النكسة أن عامل الإشارة غير الكود ثمأن الإشارة ( البرقية )وصلت إلى مكتب الوزير ولم يطلع عليها .
قال الفريق عبدالمعنم رياض فيما بعد عنها في المحاكمة (لوا استلمت في حينها لتغير مجري الحرب) .
في 11يونيو عقب النكسة وفي ظروف عصيبة اختيرا رئيسا لأركانحرب القوات المسلحة فبدا عملية إعادة البناء والتنظيم في مرحلة من أصعب المراحل ،كان الرئيس عبد الناصر يراهن على قدراته الفذة كقائد عسكري وقد استطاع خلال فترةوجيزة أن يعبر بالقوات المسلحة جسر الهزيمة والانكسار وذلك في معركة رأسالعش في أخر يونيو 1967 ف ، ثم تدمير وإغراق المدمرة ايلات في 21 أكتوبر نفسالعام إضافة إلى إسقاط العديد من الطائرات المعادية وخلال تلك الفترة كلفأمينا عاما عسكريا لجامعة الدول العربية حيث أسهم في بلورة رؤية واضحة للصراع معالعدو الصهيوني وحاول جاهدا أن يرقى بمستوى العمل العربي المشترك بوضع خطط حقيقة لخوض المعركة برؤية تهدف إلى دحر العدو وكسر الحاجز النفسي .
رؤيته للصراع مع العدو :-كان الشهيد يؤمن بحتمية الحرب ضد العدو لان العرب لنيحققوا نصرا ًعليه إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي والسياسي فيالحسبان وليس مجرد عمل عسكري وكان يقول " انه إذا وفرنا للمعركة القدراتالقتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي لإعداد والتجهيز و هيأنا لهاالظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله أياه "كما كانت له وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول " لا اصدقأن القادة يولدون أن الذي يولد قائدا هوفلته لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا ،ولكن العسكريين يصنعون ، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة و أنا ما نحتاجإليه هو بناء القادة وصنعهم ، والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة على اصدارالقرار في الوقت المناسب لأنه لا فائدة من قرارمهما كان سليما إذا جاء بعدالوقت المناسب لان الموقف الذي يواجهه يكون قد تغير فالمعركة لا تنظر أحدا "ويقول ايضا ( أن تتبين أوجه النقص لديك تلك هي الأمانة ، وأن تجاهد أقصى مايكون الجهد بما هو متوفر لديك تلك هي المهارة ) .
وقد أستشرف مستقبل المنطقة وهو يقول( أن بترولاميركا سوف يبدأ في النفاد وستتحول إلي بترول العراق خلال 30 عاما تقريبا ) وقداظهر مقدرة عالية في التحليل العميق الصحيح لمبادئ الإستراتجية العسكرية وفيتطبيقها في مسرح العلميات ويحاول دائما الربط بين المبادئ الأساسية والبناء العمليللقوات المسلحة وقد استطاع أن يجتاز كل الصعوبات التي تواجه كبار القادة والتيتتمثل في استيعاب المبادئ الإستراتجية للعقيدتين الشرقية والغربية مع القدرة علىتطبيقها على مسرح العلميات.
أما بالنسبة لإستراتيجية المواجهة مع العد كان يرىأن يواجه بمقاومة عسكرية وأخرى اقتصادية ويؤكد أن العدو الصهيوني لن يكتفي بالرقعةالحالية عام 1967ف وان الخطوة التالية الاستيلاء على جنوب لبنان وتطلعاتللإقليم المصري والسوري وهو ما تحقق لاحقا ( سيناء ،الجولان ،الجنوب دخول بيروت ) وان العدو الصهيوني يسعى للتفوق النووي حيث يتغلب علىوحدة العرب ويعوض التفوق البشري عن طريق الرعب النووي وقد جاء هذا الكلام فيمحاضرة ألقاها قبل النكسة بشهرين وهو يؤكد صدق توقعاته وبعد نظره ( من احتلاللبنان إلى احتلال العراق) كان يعتقد أن أهم عناصر الثروة النفط العربي سواءاستخدام كسلاح للضغط أو مورد للتمويل مع موقع استراتيجي ممتاز وطاقة بشرية هائلةتربو على إضعاف الطاقة الصهيونية وظل يؤكد أن المعركة العسكرية لم تعد الطريقالوحيد لتحطيم إرادة العدو وأن المجال قد اتسع وتعدد وكان يأمل في توافر مناخسياسي ملائم لوضع إستراتيجية كلية تستخدم فيها جميع الإمكانيات العربية عسكريةاقتصادية وسياسية .
اللحظات الأخيرة :-
اشرف الفريق عبدالمعنم رياض على الخطة المصريةلتدمير خط بارليف بنفسه وتحدد يوم 8 مارس 1969 ف موعدا لبدء التنفيذ حيث انطلقتالنيران على طوال خط الجبهة لتكبيد العدو الخسائر وإسكات مدفعيته في اعنف اشتباكقبل معارك 1973ف فيما عرف لاحقا
( بحرب الاستنزاف ) وفي صبيحة اليوم التالي 9 مارستوجه الفريق عبدالمعنم رياض إلي الجبه ليرى بنفسه عن كثب نتائجالمعركة ويشارك جنوده مواجهة الموقف ، حيث قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماًولم تكن تبعد سوى 250م عند مرمى نيران العدو وتم اختياره للموقع ( رقم 6 ) وكانأول موقع يفتح نيرانه بتركيز على دشم العدو وكان قائد الجيش لم يبدي ارتياحاًعندما طلب منه الفريق زيارة وحدات المشاة في المواقع الأمامية التي تشتبك مع العدوولكن الفريق أصر على رايه قائلا أنه ( سيذهب إليها ولو اضطر إلى الزحف )عندما أكدله قائد الجيش أن هذه الوحدة تتعرض للقصف الآن ،وانهالت النيران على الموقعالموجود به الفريق ،واتخذ ومرافقوه أماكنهم في خندق قريب حيث أداراالمعركة مباشرة يراقب ويصحح نيران المدفعية طيلة الساعة والنصف إلى أنانفجرت إحدى الدانات بالقرب منه ، ونتيجة للشظايا وتفريغ الهواء استشهدالفريق عبدالمعنم رياض وهو يؤدي واجبه في (الخندق الامامي) بكل ماتحملهالكلمة من معنى ضاربا بذلك أروع الأمثلة لقائد قدوة تعلم وعلم وندر نفسه لوطنه ،اجتهد أيما الاجتهاد ولم يبخل بعلمه وعقله فكان نموذجا للقائد الفذ الماهرالذي استطاع في أحلك الظروف أن ينحت في الصخر ويثأر للكرامة التي جرحت ،ليصنع نصراً كبريا وقيمه للمقاتل المبدع الذي يأخذ بأسباب النصر.
هذه هي سيرة قائد شجاع مليئة بالعبر والدروس ،سيرة عطرة تأبي إلا أن تظل خالدة ابد الدهر .
الكاتب عقيد ركن/ محمد غومة
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــديات الثقافية :: **** منتدى الرواد و المشاهير والعلماء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى