حرية التعبير هل لها حدود

من المسلم به أن الشبكة العنكبوتيه وفرت سقف عالي جدا من حرية الراى والفكر ورفعت اغلب القيود عنها وذلك بما وفرته من مساحات كبيرة تتمثل في صفحات المنتديات العامة والمدونات الشخصية التي توفر مساحات حرة ليس لها قيود ولاتعرف حدود ولاتعترف بكلمة ممنوع ومكنت كل من يستعمل هذه التقنيه من طرح ما لديه بكل حرية من مختلف الثقافات والميول ولجميع الفئات من اكادميين ودارسين وهواة ومبتدئين في هذا المجال الذي يأخذ زخمه في التزايد يوما بعد يوم ويحتل مكانه في تقنية الأعلام وإيصال المعلومة ونشر الفكر بغثه وسمينه ورغم مالهذ الجانب من مزايا كبيرة أهمها تحرر الفكر والإبداع والحرية المطلقة للكلمة بجميع أنواعها وتمكين كل فرد من طرح ما لديه من وجهات النظر الشخصيه وتشخيص الأحداث برؤيته الخاصة مما ولد عند ة الإحساس بالراحة نتيجة لشعوره بتطبيق ما يسمي بالحرية المطلقه التي لاتعرف حدود ولاقيود و تصل الي حد عدم احترام حرية الآخرين في بعض الأحيان او تتداخل معها وربما اختزلتها فوق المتصفحات اذا جاز التعبير
ونري أنها مكنت الإنسان لأول مرة في تاريخ البشريه من تحقيق رغبة طالما راودته وحققت له جانب مهم طالما تطلع اليه عبر التاريخ وهو إشباع رغبة معنوية تتمثل في تعلقه بحرية الراى والتعبير والتفكير دون رقابة او قيود وتامين ما يسمى في وثيقة حقوق الإنسان بحرية التفكير التي كانت مقيدة طوال مسيرة البشرية منذ انبلاج التاريخ ولم تصل الي هذه المرحلة الا من خلال هذه التقنيه
ورغم لما لهذا المجال من مزايا كثيرة لايمكن حصرها في هذا المقال نجد لديه عيوب طبعا لايمكن حصرها كذلك وأهمها هو الاعتداء علي حرية الآخرين وتجاوز الحدود التقليدية المسموح بها في الشرائع السماوية والوضعية من سرقة الأفكار من قبل بعض المتطفلين ونسبها لانفسهم واهانة العقائد او محاولة طمس الحقائق التي لابد وان يكون ورآها هدف مخفي ويتضح هذا جليا من خلال الاطلاع علي بعض المواضيع التي تطرح من خلال المتصفحات فوق صفحات المنتديات والمدونات حيث يختلط فيها الجيد بالردى والطيب بالخبيث فتجد الكلمات البذيئة التي لاتستطيع ترديدها حتي لو كنت لوحدك وتجد الاتهامات الباطله وتجد الأكاذيب المرجفة واستغلال سلاح الكلمة في غير محله لتشويه الحقائق الناصعة ومحاولة جرجرت الخصوم الي مشاكسات ومناوشات ليس من ورائها طائل ألا إرضاء غرور نفس مريضة عند البعض او تحريك نعرات طائفيه هدامة او أذكاء نار الفتنه والابتعاد عن المصداقية في القول والفكر والمكابرة وعدم التسليم للحقيقة حتي ولو كانت ساطعة كالشمس
الي هنا يتوقف القلم فالموضوع طويل ومتشعب وشائك وهذا يجعلنا نطرح بعض الاسئله التي تبحث عن إجابات من وجهات نظر مختلفة نوجزها في الأتي :الي اين ستصل بنا ثقافة الشبكة العنكبوتية وما مدي تأثيرها علي الترابط والبناء الاجتماعي ؟ هل حققت رغبة مكبوته عند الإنسان؟لو اتهمت زورا بموضوع تم نشره ما هي ردود فعلك وشعورك النفسي؟ هل تؤيد سقف الحرية العالي الذي وفرته ؟علي المدى البعيد هل تصبح الشبكة ألعنكبوتيه مصدر أساسي من مصادر الثقافة وتختفي الكتب والمجلات الورقية؟الاسئله كثيرة اكتفي بهذا القدر اترك القلم وأقول لكم يجمعنا لقاء جديد
قلم ابن الباديه