روائع الأدب

أخترت لكم هذه المجموعة من الأبيات الشعرية في عصور مختلفة تتفق في مفهومها تجاه الحياة و أمورها حكمة و عظة وهي من روائع الأدب العربي :

يقول لبيد بن ربيعة وقد عمّر طويلا :
ولقد سئمت من الحياة و طولها ** وسؤال هذا الناس كيف لبيد
غلب الزمان و كان غير مغلب ** دهر طويل دائم ممدود
يوم إذا يأتي عليّ و ليلة ** وكلاهما بعد انقضاه يعود
ويقول أيضا :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
لا ينفعون و لا يرجى خيرهم **و يعاب قائلهم و إن لم يشغب*
ويقول زهير بن أبي سلمى :
سئمت تكاليف الحياة و من يعش ** ثمانين حولا لا أبالك يسأم
وأعلم ما في اليوم و الأمس قبله ** ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب **تمته ومن تخطي يعمر فيهرم
وهذا الملك المخلوع أمرؤ القيس بن حجر يقول :
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فدع عنك شيئا قد مضى لسبيله ** ولكن على ما غالك اليوم أقبل
قفا فاسألا عن أم مالك **وهل تخبر الأطلال غير التهالك
واعلم فإن الله ليس لصنعه ** صنيع ولا يخفى على الله ملحد
وأبوذويب الهذلي يقول بعد أن فقد أبنائه الخمسة:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ** ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن جفونها ** سملت لشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهم ** أني لريب الدهر لا أتضعضع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة ** ولسوف يولع بالبكا من يفجع
والدهر لا يبقي على حدثانه ** مستشعرحلق الحديد مقنع
وللفرزدق أيضا :
دعوت الذي سوى السماء بأيده ** ولله أدنى من وريد وألطف
وبيتان : بيت الله نحن ولاته ** وبيت بأعلى إيلياء* مشرف
وإنا لمن قوم بهم يتقي الورى ** ورأب الثأي والجانب المتخوف
ويقول أبوفراس الحمداني :
فليتك تحلو و الحياة مريرة ** وليتك ترضى والأنام غضاب
إذا صح منك الود فالكل هين ** وكل الذي فوق التراب تراب
ويقول أيضا :
دعوتك للجفن القريح المسهد ** لدي والنوم القليل المشرد
وهذا أبوالطيب المتنبي يقول :
رحلت فكم باكي بأجفان شادن ** عليّ وكم باكي بأجفان صيغم
فلو كان ما بيمن حبيب مقتع ** عذرت ولكن من حبيب معمم
رمى وأتقى رميي دون ما أتقي ** هوى كاسر كفي و قوسي و أسهمي
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدّق ما يعتاده من توهم
..................................
يشغب : يحد عن الحق
إيلياءمشرف : بيت المقدس
يتبع
مع أصدق تحياتي
منزور