صراع في مكتبتي

استيقظت علي جلبة واصوات تاتي من ناحية الغرفة التي نوجد
بها مكتبتي فظننت للوهلة الاولي انها
ناتجة عن حركة لاحد الفئران الذي قد يكون اقتحم المكتبة في محاولة منه لتثقيف نفسه
والبحث عن بعض المعلومات لتاريخ اجداده او قظم بعض الاسطر من احد الكتب لاستعمالها كفراش
لاطفاله الصغار او قط تسلل في بداية الليل في غفلة من الجميع للحجرة وهو يحاول
الخروج نعم هذا ما دار بخلدي وما كنت
اعتقده ولكن بعد ان اصخت السمع وجدت ان الاصوات غريبة فحركة الفئران والقطط معروفة
ولكن ما اسمع لايشبهها فهذه الاصوات اسمعها لاول مرة في حياتي ولم تتعود اذناي علي
سماعها من قبل فهي مبهمة ليس لها من شبيه استنجدت بمخزون فكري ومعلوماته عن
الاصوات فلم اجد ما يشبهها


اسخت السمع
عللي استنتج مصدرها ولكن دون فائدة.


نهضت واتجهت الي حجرة المكتب اتفقدها مستغربا ما يدور فقد شعرت
بالرهبة من ما يحدث وشاهدت علي ضو بصيص نور القمر الداخل من ثقب صغير في النافذة
اشياء غريبة لم يسبق ان رايتها في حياتي وقفت وقد سرى الخوف في نفسي وانا اردد ما
هذا هل انا في حلم او واقع واخذت احاول اقناع نفسي بانه حلم ولكن سرعان ما اكتشفت انه ليس حلم فها انا ذا اقف امام مكتبتي اري واسمع وهاهي
كتبي كما عهدتها باغلفتها والوانها المتنوعة كتنوع مواضيعها انتشلني من هذه الدوامة ما رايت
فقد تبين لي ان مجموعة من الكلمات خرجت من
الكتب ويدور بينها شجار عنيف نعم لاتستغرب
كلمات تتشاجر كما يتشاجر البشر وقفت كلمات الحب
والود والوفاء والرحمة والسعادة والاخوة والعطف وقريباتها في جانب بينما
وقفت كلمات الكراهية والحقد والبغض والنفاق والحسد وابنا عمومتها في الجانب
الاخرقررت ان اقف منتظرا نهاية هذه الحرب بين الكلمات وما ستسفر عليه من نتائج
فجلست فوق الاريكة في هدو وكان الصمت الذي يلف المكان قد زاده رهبة وبعد عدة جولات
من التلاطم بالايدي والتقاذف بالاحذية والطعن بالاقلام لم تصمد كلمة الكراهية
وجميع افراد عائلتها الخبثاء ففرت وهي تهدد وتتوعد بانها ستنتقم وانها ستعود قريبا
بعد ان تقوم بالتزود بالاسلحة التي تساعدها علي الانتصار واقسمت ان انتقامها سيكون
فضيع رهيب قاسي اما كلمة الحب وشقيقاتها
اخذن في الرقص نعم الرقص فكن يرقصن وقد اخذن في الغناء وهن في نشوة الطرب كنت
مشدوها مما يجري فانا لم اتصور ما حصل وما زلت غير مصدق لسمعي ونظري ولكنني تمسكت
بالصبر ومتابعة الاحداث الي النهاية


ابتست كلمة الحب وهي ترقص فقد رات ثمار جهودها واقتطفت
تمرة كفاحها واصابها الغرور فاعتقدت انها ستعم النفوس البشرية ورايت البسمة فوق
وجوه جميع افراد اسرتها فابتسمت بدوري معتقدا ان الشر قد اندحر واتنهي الي الابد


وفجاة و الجميع في فرح وسعادة انا والكلمات شاهدت في الافق
خلف الكتب سحب وزوابع تتقدم محدثة جلبة واصوات تشبه الرعد واضواء كالبرق فقلت لقد
ارعدت وابرقت فستمطر فتفالت خيرا معتقدا انها بوادر خير قادمه بعد ان محوت كلمة الشر وابنا عمومتها من قاموس افكاري ولم يطل
الانتظار فقد وصلت تلك الزوابع فاذا هي كلمة الشر في جيش جرار من بني جنسها لااعرف
لبعضهم مكان في قواميس اللغة كانوا يمتطون
جياد الغرور ويركبون خيول الشيطان وقد تسلحوا باحدث الاسلجة التي توصلت اليها
ادمغة العقول البشرية كانوا يسيرون في حركة هوجاء مكتسحين كل ما في طريقهم وما يقع
امامهم وكل ما يطالونه مخلفين دمار لايمكن تصوره .


دمعت عينا كلمة الحب فقد أحست بضعفها امام قوة غريمتها
وامام ما يحدث وشعرت بعدم قدرتها علي المحافظة علي ما انجزت من انتصارات قبل حين
وما سعت من اجله طيلة حياتها .


قبعت في احد الزوايا خوفا من جبروت كلمة الكراهية وهروبا
من غضب كلمة الحقد ونظرت حولها فهالها المنظر الرهيب فهي لم تكن تتصور هذا الكم
الهائل من الدمار وهذا الظلم الصارخ لانها اعتقدت ان الكراهية وكل مرادفاتها قد
ماتت وانتهت او رحلت لعالم اخر .....طيبة يا كلمة الحب يا ذات القلب الحنون مسكينة
فتجاربك في الحياة محدودة هل كنتي تعتقدين
بان انتصارك سيدوم !!!!!


عاثت الكراهية مع اشقائها وشقيقاتها الحسد والبغض
والانانية والحقد وغيرهم كثيرا فسادا وحولت الاخضر الي يابس والابيض الي اسود
والجميل الي قبيح والطيب الي خبيث والنور الي ظلام والامان الي رعب والسلام الي
حرب وجات بابناء عمومتها من الكلمات وادخلتها قلوب الظعفاء من البشر واستغلتهم
لتنفيذ مآربها وتحقيق طموحاتها الخبيثه.


شعرت بالنعاس يخدر جسمي وكنت اشعر بالحزن لما حدث وعندما
تصفحت كتبي في الصباح وجد ان كل الكلمات التي تمت باي صلة لكلمة الحب قد طمست من
السطور فعرفت انني ما زلت فوق سطح الارض اعيش مع البشر وان الخير جولة والشر جولات
لان النفوس تحمل البذرتين ولكن الكراهية انتصرت في النهاية فدمرت العالم وقظت علي بذرة الحب والخير ولم تبقي لنا سواء
الامل ......الامل ....


لست متشائم
ولكن الواقع يفرض نفسه رغما عنا


قلمي
وافكاري وتحياتي كتبت الاحد15/8/2010