الجريمة المزدوجه

من طرف **ابن الباديه** الأحد أبريل 29, 2012 10:38 am

عندما يتحول الإنسان إلي
وحش كاسر ويخرج من جلد الإنسانية ويطغي ويتأله فوق الأرض يسلب ويقتل بلا سبب ويصبح حيوان الغاب أكثر
عقلا منه فإن هذا يدل علي مدي الانحطاط
الذي وصلت إليه الإنسانية إذا ما جاز أن يطلق علي من يقوم بذلك إنسان ..

لقد ميز الله الإنسان
عن بقية المخلوقات بالعقل وطلب منه أن يستعمله في جميع أعماله فأنت تجد كلمات في
القرآن مثل افلايعقلون افلايتذكرون
افلاينتهون افلايرجعون وكلها تدل علي طلب استعمال العقل في جميع الأعمال التي يقوم
بها بني البشر دون غيرهم وطلب منه أن يكون عادل وان يحارب الظلم وينشر العدل لأنه كلفه بخلافته في الأرض
وبالتالي عليه أن يتصف بالصفات التي أمره الخالق بها .

إن بعض الشذوذ الإنساني
نراه واضحا في الجرائم التي يقوم بها إنسان العصر المتحضر وهي تفوق في بشاعتها
جرائم إنسان الغاب ويندي لها جبين البشرية ويتبرءا منها البكم الصم من المخلوقات
..

فالجريمة التي
حصلت بمنطقة الرياينه خلال الأيام الماضية أظهرت مدي التفسخ الاجتماعي الذي
وصلنا إليه والظلم الذي أصبحنا نمارسه باسم العدل والحق وأبانت نوايا كانت مخفية
للبعض تدل علي تطرف غريب ليس من أخلاقنا ولايمت بصله لعاداتنا طوال الفترة الزمنية
التي عاصرناها علي الأقل فنحن لم نسمع بمثل هذه الجرائم إلا في المدن الكبرى ومن خلال الشبكة العنكبوتيه
.وكنا نعتقد ان من يقوم بها هم متعاطي المخدرات والخمور وخريجي شوارع الدعارة فقط.

أجد نفسي أقف قليلا أمام
هذه الحادثه ليس لسردها أو تحليلها ولكن لغرابتها فعندما استمعت للبعض وهم يروونها
بزيادة دائما (الزياده وليس النقصان فهذه من طبيعة الإنسان العصري المتمدن فهو يضع
نكهة لأي خبر حتى ولو كانت كاذبه) قلت وانا استمع الي البعض وهم يروون الأحداث كأنهم
شهود عيان ويتفننون في وصف طريقة حصول الجريمه ويشيرون الي أدق التفاصيل حتي يخيل
للمستمع أنهم هم من ارتكب تلك الجريمه ويلقون بالتهم جزافا علي عواهنها بلا ادلة
قطعية تثبت صدق ما يروون من أحداث ودون ان
تتضح الأسرار والخفايا قلت لنفسي هل اصاب
الناس مرض الاطلاع علي الغيب (الكفر والعياذ بالله) ..

ان عدم ترك القضية
للتحقيق فيها من قبل القضاء العادل لسبر اغوارها وادانة المذنب وما حدث من سرعة القصاص المبني علي فرضية الحقيقة التي لايعرفها احد خطاء شنيع وجريمة
نكراء ترقي الي حد التعدي علي أوامر الخالق سبحانه وتعالي .(استغفر الله )

ان المعطيات لهذه
الجريمة غريبة وغرابتها تكمن في العلاقة التي تربط أطرافها وعناصرها وبشهادة اغلب
من استمعت اليهم فان كل الاطراف الجاني
والمجني عليه تربطهم علاقات وديه طيبه ولاتوجد أي خلافات بينهم والمبلغ المالي سبب
الجريمه مبلغ تافه اذا ما قورن بكلمة مبلغ مالي هذا أذا كانت الجريمة بسبب المال
حتى لا اجزم بذلك وأصبح كمن ينهي عن خلق وياتي مثله(استمعت الي احد الأفراد وهو
يقول لقد اتفقوا ان من يتم القبض عليه يشنق نفسه والأحياء سيقومون برعاية أهله ) بمبلغ لايساوي ثمن سيارة
وهناك من تحدث ان المتهم الأصلي اخذ نصف
المبلغ والبقية تم مقاسمتها مناصفة بين الباقين والذين لم نعرف عددهم حتي الآن فقد
ردد البعض ان هناك آخرون سيتم الكشف عنهم !!!!
(ستكثر الأقوال وتحكى الغرائب وتنسج الأقاويل وتحاك القصص خلال الأيام
القادمه أنها طبيعة إنسان الحضارة والتقدم )

ما جعلني اكتب هذه الأسطر
هو حرصي علي رفع كلمة الله وجعلها هي العليا بإحقاق الحق والعدل والمحا فضة علي ما
تبقي من لحمة وطنية ان بقي منها شي حتي لا يلعننا الأحفاد لما نورثهم من أحقاد
وكراهية وحتي لاتفتح جراح جديدة ونحن
نعاني جراح لم تندمل بعد وحتى لايكون ما
حدث بداية لنقطة سوداء في صفحة التاريخ وفي قلوب الأخوة والأصهار ..

اكتب وأنا اشعر بالأسى
لما حدث لأنه شرخ ليس من السهل إخفاؤه
ولايمكن لعاقل ان يتقبله فالمصاب جلل وفقدان الشباب ليس بالأمر الهين خاصة عندما
يذهبون ضحايا بلا سبب

برئ يُقتل وقاتل يُتهم
ومتهم يموت !!! فجأة ومتهم أخر ينتضر
مصيره

هل تحول الوطن الي
غابة للجريمة والانتقام يحكم فيه الأقوياء
ويداس علي الضعفاء ويُغتال فيه العدل ويترعرع فيه الظلم ( ما ضر لوا تناول التحقيق
قاضي)وتم الاحتكام الي كتاب الله في القصاص ليسود العدل والحق )

رحم الله الذين
توفاهم الله وغفر لهم والهم اهلهم جميل الصبر والسلوان

في النهاية أقول أذا
كان هناك ظلم وقع فان لكل ظالم نهاية وسيكون عقابه في الدنيا قبل الآخرة وفي الآخرة
عند الله شديد فمن قتل نفسا كانما قتل الناس جميعا هل نسى أولئك هذا.

فاتعظوا يا أولي الألباب