قصة من الواقع ليلة الدخلة في الثلاجه
2 مشترك
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــــديات الادبية :: **** منتدى القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
قصة من الواقع ليلة الدخلة في الثلاجه
ليلة الدخله في الثلاجة
هذه قصة من الواقع حقيقية وحدثت في بداية تسعينات القرن الماضي وقد عاصرتها وانقل إليكم اليوم احداثها بعد مرور حوالي عقدين من الزمن كما محاولا الابتعاد عن أسلوب كتابة القصص الخيالية مكتفيا بما هو مخزون في الذاكرة من إحداث
كانت بداية فصل الصيف علي موعد مع الأفراح فكما هو معتاد في قريتنا اغلب مناسبات الزواج تحدث في هذا الفصل لان الطقس دافئ والمدارس مقفلة وهذا يجعل العوائل تتخلص من مسؤولياتها وتنتقل الي أماكن سكنها الاصليةة لقضاء أشهر الصيف وخلال هذه الفترة تكون الاستعدادات في أوجها لمثل هذه المناسبات
كانت احد الأسر قد أعلنت حالة النفير كما تسمي في الجيش وهي تعني الاستعداد الكامل فكل فرد له دور في مثل هذه المواقف وكان هذا الفرح الأول لهذه الأسرة ولابنها البكر أعدت كل مستلزمات الفرح وجاء اليوم الموعود وكان يوافق يوم الأربعاء والخميس عادة درج عليها الناس واعتقد أنهم محقين في الاختيار لأنها تأتي قبل يوم الخميس وهو اليوم الذي يعود فيه الجميع الي قراهم مساء لقضاء يوم الجمعة فيها وهذا يجعل كل الأقارب والأهل والأصدقاء يستطيعون حضور الحفل
كانت القرية صغيرة ولأول مرة يكون فيها ثلاث أفراح في يوم واحد وقد لفت ذلك نظر البعض لان هذا سيجعل الناس تتفرق وكما هو معروف في القرى تكون الروابط الاجتماعية قوية والأسر متداخلة لدرجة يصعب معها تحديد درجات القرابة أو تمييزها وهذا يجعل الناس في حيرة لمن يذهبون
وتوزع أهل القرية محاولين إرضاء الجميع وكانت ليلة الجمعة او ليلة الدخلة كما تسمي عند أصحاب الفرح ليلة صافية صيفية جميلة غمر نور القمر مواكب الفرح مختلطا بأنوار مختلفة الألوان تشع من أسراب من لاميات كهربائية حتي ان الناظر الي القرية من البعيد يعتقد انه ينظر الي لوحة رسمها فنان وابدع إتقانها
كانت القرية كخلية نحل تعج بالمعازيم من بقية القرى المجاورة من الأصدقاء وكانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق لان الاحتفالات تبلغ ذروتها مع مساء الخميس ومر ذلك اليوم كأجمل يوم علي القرية وفي المساء وبعد تناول وجبة العشاء تحركت ارتال السيارات وتقاطعت فيما بينها حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا متجهة كل الي هدفها وهو بيت العروس لجلبها لبيت الزوجية وكانت أنوار السيارات تشترك مع أنوار الكاشفات في تموجان رائعة تنعكس علي حواف الطرق فترسم لوحات خيالية لان المنطقة جبلية واشتركت الأصوات مع الأنوار فهذه أبواق العربات مختلفة النغمات وتلك أصوات الزغاريد وبعض لاغاني تترنم بها النساء فتسري في الروح وتبعث إحساس بالنشوة في النفس وتجعل النشاط يسرى لكل أعضاء الجسم
انتهى كل ذلك بوصول العرائس كل الي مكانها وأخذت الأصوات تهدءا رويدا رويدا في القرية فقد تعب الجميع وانتهى الفرح وغادر البعض لبيته بعد ان قضى يوما رائعا شارك فيه أهله أفراحهم ومن المعلوم العريس يزف بالأناشيد وتحك الشباب مرددين الأناشيد المتعارف عليها لزفة عريسنا كانت العروس غير غريبة عليه فهي قريبته وكان يعرفها جيدا وتربط بينها مودة وحب …الي هنا نقلت إليكم ما يعرفه الجميع وما يمكن لأي إنسان من تلك القرية ان يسرد لكم ولكن لنأتي الي ما حدث بعد ذلك وما جاء علي لسان العروس وأهل العريس
بعد ان دخل الحجرة اقفل الباب بالمفتاح ووضع المفتاح فوق احد الإدراج الموضوعة بجانب السرير وارتدي قميص النوم وجلس علي حافة السرير ووجهه للمرآة وظهره لعروسه كانت ملامح وجهه متغيرة وغير طبيعية حسب ما جاء علي لسان العروس قال لها انه يريد ان يشرب ناولته كوب ماء ارتشفه وتمدد علي السرير سألته ما بك قال لها انه يشعر بتعب وأغمض عينيه كانت تعتقد انه يحاول مداعبتها وجهت إليه الكلام أكثر من مرة لم يجب صاحت به محاولة ايقاضه لم يتحرك حاولت فتح الباب ونست المفتاح أخذت تستغيث من الداخل لم يعرها احد التفاتا في البداية أخذت تنادي إحدى شقيقاته بالاسم وهي تصيح ؟؟؟؟ مات ؟؟؟؟مات وتطرق علي الباب من الداخل بقوة هبت شقيقته وكان بجعبتها مفتاح احتياط للحجرة وفتحت الباب شاهدت شقيقها وهو ممد فوق السرير بلا حراك لم تصدق نفسها وعلت الصرخات وتحول الفرح الي حزن في لحظات درامية لايمكن ان تحدث الا في الأفلام كان والده مازال يسهر مع أقاربه في بيت احدهم عندما وصله الخبر ان ابنه مريض ضن للوهلة الأولي انه !!!! ولكن بوصوله وجدهم قد أخرجوه من حجرته ووضعوه في حجرة كانت بفناء المنزل كان مسجى بلا حراك قبض علي يده ورفعها للأعلى وتركها سقطت الي الأرض قال لهم لقد مات موقف يصعب تصوره اب يودع ابنه البكر ليلية زفافه أي مصيبة أعظم من تلك وأي كارثة يمكن ان يتحملها هذا الأب الذي وقف يذكر الله وكأن الراحل غريب عنه إنسان يعرف الله ويخشاه رضي بما كتب له تدافع أقاربه وتم نقل العريس الي مستوصف القرية وبالكشف الطبي أعلن الطبيب انه فعلا انتقل الي رحمة الله تم وضع الجثمان في ثلاجة ألموتي وكان الجميع علي موعد لقبره عصر يوم ألجمعه كان والده يستقبل المعزين بصبر لم أرى له مثيل كم أحسست بالحزن لأجله وكم تمنية ان اخفف عنه ولكن ليس لي الي ذلك سبيل
أترككم وقد نقلت لكم قصة حقيقية كما حدثة لم أزد عنها إلا بعض الجمل الإنشائية التي وجدتها تأخذ طريقها الي الموضوع رغما عني لجلل الموقف الذي مر عليه ما يقرب من عقدين من الزمن
قلمـــــ وذكريات وحقيقة من الماضي ـــى تحياتي للجميع 25 ابريل 2010
هذه قصة من الواقع حقيقية وحدثت في بداية تسعينات القرن الماضي وقد عاصرتها وانقل إليكم اليوم احداثها بعد مرور حوالي عقدين من الزمن كما محاولا الابتعاد عن أسلوب كتابة القصص الخيالية مكتفيا بما هو مخزون في الذاكرة من إحداث
كانت بداية فصل الصيف علي موعد مع الأفراح فكما هو معتاد في قريتنا اغلب مناسبات الزواج تحدث في هذا الفصل لان الطقس دافئ والمدارس مقفلة وهذا يجعل العوائل تتخلص من مسؤولياتها وتنتقل الي أماكن سكنها الاصليةة لقضاء أشهر الصيف وخلال هذه الفترة تكون الاستعدادات في أوجها لمثل هذه المناسبات
كانت احد الأسر قد أعلنت حالة النفير كما تسمي في الجيش وهي تعني الاستعداد الكامل فكل فرد له دور في مثل هذه المواقف وكان هذا الفرح الأول لهذه الأسرة ولابنها البكر أعدت كل مستلزمات الفرح وجاء اليوم الموعود وكان يوافق يوم الأربعاء والخميس عادة درج عليها الناس واعتقد أنهم محقين في الاختيار لأنها تأتي قبل يوم الخميس وهو اليوم الذي يعود فيه الجميع الي قراهم مساء لقضاء يوم الجمعة فيها وهذا يجعل كل الأقارب والأهل والأصدقاء يستطيعون حضور الحفل
كانت القرية صغيرة ولأول مرة يكون فيها ثلاث أفراح في يوم واحد وقد لفت ذلك نظر البعض لان هذا سيجعل الناس تتفرق وكما هو معروف في القرى تكون الروابط الاجتماعية قوية والأسر متداخلة لدرجة يصعب معها تحديد درجات القرابة أو تمييزها وهذا يجعل الناس في حيرة لمن يذهبون
وتوزع أهل القرية محاولين إرضاء الجميع وكانت ليلة الجمعة او ليلة الدخلة كما تسمي عند أصحاب الفرح ليلة صافية صيفية جميلة غمر نور القمر مواكب الفرح مختلطا بأنوار مختلفة الألوان تشع من أسراب من لاميات كهربائية حتي ان الناظر الي القرية من البعيد يعتقد انه ينظر الي لوحة رسمها فنان وابدع إتقانها
كانت القرية كخلية نحل تعج بالمعازيم من بقية القرى المجاورة من الأصدقاء وكانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق لان الاحتفالات تبلغ ذروتها مع مساء الخميس ومر ذلك اليوم كأجمل يوم علي القرية وفي المساء وبعد تناول وجبة العشاء تحركت ارتال السيارات وتقاطعت فيما بينها حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا متجهة كل الي هدفها وهو بيت العروس لجلبها لبيت الزوجية وكانت أنوار السيارات تشترك مع أنوار الكاشفات في تموجان رائعة تنعكس علي حواف الطرق فترسم لوحات خيالية لان المنطقة جبلية واشتركت الأصوات مع الأنوار فهذه أبواق العربات مختلفة النغمات وتلك أصوات الزغاريد وبعض لاغاني تترنم بها النساء فتسري في الروح وتبعث إحساس بالنشوة في النفس وتجعل النشاط يسرى لكل أعضاء الجسم
انتهى كل ذلك بوصول العرائس كل الي مكانها وأخذت الأصوات تهدءا رويدا رويدا في القرية فقد تعب الجميع وانتهى الفرح وغادر البعض لبيته بعد ان قضى يوما رائعا شارك فيه أهله أفراحهم ومن المعلوم العريس يزف بالأناشيد وتحك الشباب مرددين الأناشيد المتعارف عليها لزفة عريسنا كانت العروس غير غريبة عليه فهي قريبته وكان يعرفها جيدا وتربط بينها مودة وحب …الي هنا نقلت إليكم ما يعرفه الجميع وما يمكن لأي إنسان من تلك القرية ان يسرد لكم ولكن لنأتي الي ما حدث بعد ذلك وما جاء علي لسان العروس وأهل العريس
بعد ان دخل الحجرة اقفل الباب بالمفتاح ووضع المفتاح فوق احد الإدراج الموضوعة بجانب السرير وارتدي قميص النوم وجلس علي حافة السرير ووجهه للمرآة وظهره لعروسه كانت ملامح وجهه متغيرة وغير طبيعية حسب ما جاء علي لسان العروس قال لها انه يريد ان يشرب ناولته كوب ماء ارتشفه وتمدد علي السرير سألته ما بك قال لها انه يشعر بتعب وأغمض عينيه كانت تعتقد انه يحاول مداعبتها وجهت إليه الكلام أكثر من مرة لم يجب صاحت به محاولة ايقاضه لم يتحرك حاولت فتح الباب ونست المفتاح أخذت تستغيث من الداخل لم يعرها احد التفاتا في البداية أخذت تنادي إحدى شقيقاته بالاسم وهي تصيح ؟؟؟؟ مات ؟؟؟؟مات وتطرق علي الباب من الداخل بقوة هبت شقيقته وكان بجعبتها مفتاح احتياط للحجرة وفتحت الباب شاهدت شقيقها وهو ممد فوق السرير بلا حراك لم تصدق نفسها وعلت الصرخات وتحول الفرح الي حزن في لحظات درامية لايمكن ان تحدث الا في الأفلام كان والده مازال يسهر مع أقاربه في بيت احدهم عندما وصله الخبر ان ابنه مريض ضن للوهلة الأولي انه !!!! ولكن بوصوله وجدهم قد أخرجوه من حجرته ووضعوه في حجرة كانت بفناء المنزل كان مسجى بلا حراك قبض علي يده ورفعها للأعلى وتركها سقطت الي الأرض قال لهم لقد مات موقف يصعب تصوره اب يودع ابنه البكر ليلية زفافه أي مصيبة أعظم من تلك وأي كارثة يمكن ان يتحملها هذا الأب الذي وقف يذكر الله وكأن الراحل غريب عنه إنسان يعرف الله ويخشاه رضي بما كتب له تدافع أقاربه وتم نقل العريس الي مستوصف القرية وبالكشف الطبي أعلن الطبيب انه فعلا انتقل الي رحمة الله تم وضع الجثمان في ثلاجة ألموتي وكان الجميع علي موعد لقبره عصر يوم ألجمعه كان والده يستقبل المعزين بصبر لم أرى له مثيل كم أحسست بالحزن لأجله وكم تمنية ان اخفف عنه ولكن ليس لي الي ذلك سبيل
أترككم وقد نقلت لكم قصة حقيقية كما حدثة لم أزد عنها إلا بعض الجمل الإنشائية التي وجدتها تأخذ طريقها الي الموضوع رغما عني لجلل الموقف الذي مر عليه ما يقرب من عقدين من الزمن
قلمـــــ وذكريات وحقيقة من الماضي ـــى تحياتي للجميع 25 ابريل 2010
رد: قصة من الواقع ليلة الدخلة في الثلاجه
بالفعل قصة حزينة ولازلت أتذكرها ولكنني لأول مرة أعرف تفاصيلها
لله ماأخذ ولله مابقى
لله ماأخذ ولله مابقى
gecol- ..مشـــــــــــرف
-
رقم العضويه : 17
عدد المساهمات : 248
نقاط : 2383
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
منتديات الرياينه - الجبل الغربي - ليبيا تستقبلكم بكل مودة فمرحبا بكم :: **المنتــــــــــــديات الادبية :: **** منتدى القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى